((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا))
الفرقان (32)
منذ صغري..
كنتُ أدعو الله بأن يجعل القرآن ربيع قلبي..
ونور صدري.. وجلاء همي وغمي..
كنت أدعوه وقتما يخطر ببالي..
في سجود.. في قيام ليل.. في أوقات استجابة الدعاء..
كان بيني وبين القرآن جفوة..
وكنتُ لا أعرف سوى هذا الدعاء..
وكنتُ أتساءل بيني وبين نفسي:
كيف يكون القرآن ربيع قلبي؟
كيف للقرآن.. الكلام.. أن يكون ربيعاً للقلب؟؟
كذلك لنثبّت به فؤادك..
فصل الربيع من أحب الفصول إلى قلبي..
تهتز الأرض وتربى وتنبت من كل زوج بهيج..
كل يابس.. جاف.. لا حياة فيه..
ينقلب إلى ألوان الطيف جميعها.. وينبض بالحياة!
هذا القرآن.. الذي هو حياة ملونة بكل ما يشتهي القلب..
من حديث..
وسلوى..
وتطييب خاطر..
وتشجيع..
وتشويق
ودفاع..
وقصص..
وتذكير..
وترغيب..
وترهيب..
كلللل ألوان الطيف المبهجة..
لكنه للأسف.. هذه الألوان تموت جميعها..
تدفن..
ليبقى منها لوناً واحداً فقط..
على شكل عدد “ختمات” القرآن في رمضان!
تماما مثل من يقرأ كتابا في التنمية البشرية..
قد يقلب حياته 180 درجة..
يقرؤه سريعاً حتى ينهيه.. ثم يعود فيقرؤه سريعا حتى ينهيه..
ما تعلم نظرية.. ولا فهم مقولة.. ولا تفكر في تطبيق!
كل هدفه أن يقول للناس: أنهيت الكتاب الفلاني للكاتب العلاني..
فيقال له “واااو.. مثقف”!
هل هناك فرق؟؟؟
كذلك لنثبت به فؤادك..
***
أحد تجار المخدرات الأغنياء.. اضطر ليحرق في مدفأة بيته مليون دولار من العملات المخبئة لديه..
ليدفيء أسرته في الشتاء..
هو مجنون في عُرفنا.. ربما!!
لكن عندما تخفّى عن عيون الشرطة.. وقرصه برد الشتاء هو وأسرته..
لم تعد للملايين المخبأة لديه قيمة..
أصبحت أوراق فقط.. تصلح حطباً لمدفأته!!
سبحان الله..
ما أشبهنا اليوم.. ونحن نجعل القرآن.. حطباً لمدفئة رمضان!!!
نتسابق في الختمات.. دون أن نفقه شيئاً..
نعم هو خير..
وكل حرف حسنة..
والحسنة بعشر أمثالها..
يعني ملايين الحسنات..
لكنها قد تطير عند أول مجلس غيبة في العيد..
وأول كذبة في شوال..
وأول مشادة كلامية في المول..
تطير..
لأننا ما فقهنا من القرآن شيئاً..
ما جعلناه ربيعاً للقلب..
يحيي القلوب التي تتعطش لمن يحييها طوال العام!
((أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ))
عمر بن الخطاب.. “تعلم” البقرة في اثنتي عشرة عاما.. ثم ذبح جزوراً!
عبد الله بن مسعود..
الذي تعادل قدمه.. وزن جبل أحد..
والذي قال عنه الرسول ﷺ “من أحب أن يسمع القرآن غضاً كما أنزل ، فليسمعه من إبن أم عبد”
يقول ابن أم عبد:
“إنا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن، وسهل علينا العمل به،
وإن مَنْ بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به” (الجامع لأحكام القرآن)
ما أكثر حرص أمهات اليوم.. على تحفيظ أبنائهم القرآن.. دون أن يفقهوا منه حرفاً..
دون أن يكون حياة..
دون أن يكون قدوة لهم!!
ما أكثر ما نتشدق على أولادنا..
لا تكذب.. لا تسرق.. لا تغش..
وهم يحتاجون لنموذج حي وعملي أمامهم..
قدوة.. صورة.. فيلم..
يزرع كل هذه المبادئ في صدورهم…
لكننا للأسف..
نحفّظهم القرآن فنزيده نسخة..
وننسى أن نجعلهم يعيشونه في حياتهم.. فيكونون للآخرين قدوة!
كذلك لنثبت به فؤادك..
***
سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق الرسول ﷺ
فقالت إن خلقه كان القرآن (صحيح مسلم)
خلقه القرآن…
لا يعني أنه لا يكذب..
لا يسرق..
لا يغش..
إنما أنه مثال حي ناطق.. دون حاجة لكلام!
دون فلسفة كثيرة.. ونصائح تصدع الرأس!!
ما أكثر الكلام حولنا..
ما أكثر اللغو واللغط وفلسفات كل واحد منا في حسابات السوشيال ميديا..
كلنا فقهاء ما شاء الله..
كلنا نعرف شيئا ولابد أن ندلي بدلونا في جدال ما على فيسبوك أو تويتر أو انستقرام..
الكلام والفلسفة والهذرة ما فيه أسهل منها والله!!!
لكنها الأفعال..
الأفعال التي تنضح بما في وعاء القلوب..
“القلوب أوعية ، فأشغلوها بالقرآن” (عبدالله بن مسعود)
الأفعال التي تعكس القرآن على مرآة الواقع..
تجعله حروفاً وكلمات وقصصاً ومواعظ تمشي على قدمين!!
من سمع عن عبدالرحمن السميط؟؟؟
القليل..
ربما سمعنا عنه في الأخبار بعد وفاته..
لكن قبل وفاته؟؟
ماذا كان يفعل عشرات السنين في مجاهل أفريقيا؟
لا كهرباء… ولا ماء.. ولا إنترنت.. ولا فلسفات فيسبوك؟؟
كان هو القرآن.. حياً.. يحيي قارة أفريقيا.. وما درى عنه أحد!!
وغيره الكثيييير.. من النسخ الحية للقرآن.. ثري دي.. يمشون على الأرض..
وما عندهم حساب في فيسبوك.. ولا تويتر.. وما دري عنهم أحد!
لكنهم قد يكونون عند الله.. كابن أم عبد.. أثقل من جبل أُحُد!
كذلك لنثبت به فؤادك..
***
وتنزّل القرآن على مدى 23 عاماً..
نزل ليحكم في اختلاف..
أو يقطع حكماً..
أو يروي قصة..
أو يعرض مقارنات..
أو يؤيد فعلاً..
أو يلقي الضوء.. على عادة من عاداتنا اليومية..
يتدرج في تغييرها.. إبرازها.. أو التخلص منها!
تنزّل القرآن مع الأحداث والمواقف مع الرسول وصحابته في كل يوم..
تنزيلاً عملياً..
كي نربط بين كل حركة نفعلها أو كل كلمة نقولها وبين موقف نمر به بالقرآن..
وكأنه مرجعية.. دليل استخدام.. دستور حياة!
تنزّل بالتدريييييج..
وكأنها رسالة لي ولك تقول:
“إن هذا الدين متين.. فأوغلوا فيه برفق” (حسنه الألباني)
رسالة تدرس في الجامعات.. تعلمنا فن حل المشكلات Problem Solvning
لننظر إلى مشاكلنا اليومية..
ونبحث عن حلولها ومخارجها في ربيع القرآن وأطيافه الملونة..
لأربي ابني..
ليس بأن أشد أذنه أعدد تاريخه الأسود من بداية ولادته..
وأعطيه أوامر يطبقها حالاً…
لأني أريده أن ينقلب ملاكاً قبل مساء الغد!
لا..
إنما العلم بالتعلم.. والحلم بالتحلم..
إنما التدرج في النصح والإرشاد..
والتنوع في الخطاب بين الترغيب والترهيب..
وعرض نتائج السلوك الآن ولاحقاً..
تماماً كما يفعل القرآن معنا..
كذلك لنثبت به فؤادك..
***
وكل آية فيه تخاطبني وتخاطبك..
صالحة لزمننا وزمن أجدادنا وزمن أحفادنا..
كل آية..
هي بستان متجدد في حد ذاته..
بستان يجمع أنواع الفواكه التي تثمر حسب الفصول..
فتقرئين اليوم آية ((قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ))
فيقع في خاطرك أنها لمن وأد بناته في عصر الجاهلية كرهاً لهن..
ثم تقرئين الآية بعد عام..
فيقع في نفسك أنك تقتلين ابنتك حية بصراخك ونفورك وتوجيهاتك الجاهلية!!
ترتلين اليوم آية ((قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ))
فيطمئن قلبك أنك تسيرين في الطريق الصحيح.. بجلبابك وعفتك..
رغم انتقادات النساء لك في مجالسهن.. وأنك “مش على الموضة” مثلهن..
ثم تقرئين الآية بعد شهر..
فيقع في قلبك ان التكريم الحالي للناس في هذا الزمن..
بعدد لايكات منشوراتهم.. أو عدد الإعجابات لصفحاتهم..
قد يحمل خلفه الخبيث.. الذي تحدثت عنه الآية!
((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا))
وكأن الفهم الجديد الذي تحمله الآية في كل مرة..
هو مفتاح جديد.. يوفقنا الله إليه..
مفتاح تُفتح به القلوب والصدور..
ويدخل منه النور والسرور..
وتجلو فيه الهموم والشرور..
مفتاح يحمل رسالة منقوشة على طرفه:
((ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى))
رسالة تحفنا بالرحمة.. والأنس.. والرفق.. والشفقة..
رسالة تجيب على ما نواجهه في يومنا.. من تلعثم حال أو تكدر خاطر..
وما أكثر رسائل رب العالمين إلينا.. لو نتأملها ونقف عليها!
كذلك لنثبت به فؤادك..
***
ربيع قلب..
وإذا ما جاء الربيع.. فإنه يكتسح الأرض.. والهواء.. والسماء..
واذا ما عيش القرآن..
فإنه يكتسح القلب.. والمشاعر.. والسلوك.. والحياة!
عن عباد بن حمزة عن أبيه (خادم أسماء) قال:
أرسلتني أسماء (بنت أبي بكر) إلى السوق ثمّ وقفت تصلّي
فسمعتها تقرأ من القرآن الكريم من سورة الطور قوله تعالى:
{فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [27]، أي لهب النار،
فلما عدت وجدتها ماتزال قائمة تصلّي وهي تبكي وتكرر:
ووقانا عذاب السموم ووقانا عذاب السموم
ترددت الآية في عقلها وقلبها… فما برحتها..
ونحن اليوم..
نصلي الصلاة على عجل.. ما فقهنا ما كان فيها!
تتردد في صدورنا أغاني أرب أيدول.. وجوت تالنت..
نسمع الأغاني فنظل ندندن ونردد..
وتدور في رؤوسنا حتى نضعها على الوسادة..
فنصبح عليها.. وقد صارت ديدن حياتنا.. ومشاعرنا.. وقلوبنا..
((ووقانا عذاب السموم))..
وحبيبي نار نار..
هل يستويان؟؟
كذلك لنثبت به فؤادك..
***
((وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا))
فكري..
حتى الرسول المعصوووم يحتاج تثبيتاً من الله..
فكبف بي وبك؟!!!
لذلك كان أكثر دعائه ﷺ “يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك”..
جيش طالوت.. شرب من الماء إلا قليلاً..
فنُصرت القلة التي لم تشرب..
وأصحاب الكهف.. أووا للكهف هرباً بإيمانهم..
فرزقوا نوماً هانئاً مئات الأعوام دون خوف..
ثم بُعثوا آية للناس..
امرأة فرعون.. آمنت بالرب الأعلى..
وهي زوجة من يقول: أنا ربكم الأعلى..
فبنى الله لها بيتاً في الجنة..
((نحنُ نقص عليك أحسن القصص))
قصص.. مشاهد.. أفلام.. فلاشات..
مش فيسبوك.. ولا سناب شات.. ولا هوليوود حتى..
تصور لنا المعنى الحقيقي للثبات..
نحن أحوج..
بالتثبيت في زمن الفتن..
بالربيع في زمن الشتاء والعواصف والأعاصير..
((سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ))
وما أكثر من يقرأ.. ويختم.. ويتفاخر.. ولا يطبق!!
((وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا))
وما أكثر من يحفظ ويسمّع.. وهو لا يفقه!
((وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً))
وما أكثر من يُنصح ويوعظ.. ولا يعجبه الكلام..
((وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا))
وما أكثر من يهرول خلف الموضة ويحشر نفسه داخل جحر الضب!
((وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ))
وما أكثر من يعلم.. ولا يعمل..
ما أكثر من يشتكي من جفاف عاطفة الدين..
ولديه ينابيع الحياة تسري بين جنبات القرآن..
وما أكثر من يستسهل المعصية..
شوية قلوس..
عباية مخصرة..
سماع أغنية خفيفة..
كذبة بيضاء..
غيبة عالماشي..
احتقار لمن أقل ديناً..
رياء في العمل..
سوء ظن بالله..
((وتحسبوه هيّناً..))
وما هانت المعصية.. إن علمنا قدر من عصينا..
وما صغر الذنب.. إن قرأنا القرآن.. وكنا نعرف الحكم على ما فعلنا!
يكفينا كلاماً.. وفلسفة..
يكفينا نصائح.. ومواعظ..
يكفينا يوتيوب.. وفيسبوك.. وتويتر.. وانستقرام..
إنها الأفعال.. وليست الأقوال..
الأفعال التي تصنع ربيع القلوب..
ويحيا بها القرآن..
بيننا!
(شاركي بالتعليق في الأسفل أو على صفحة الفيسبوك: بخاطرة.. او تجربة.. أو قصة.. حول الآية المختارة.. لتحصلي على فرصة الفوز في مسابقة “ربيع قلبي ❤”
سبحان الله. .
في هذا الصباح سئمت من كثرة أوامري ﻷبنائي افعلوا كذا ﻷجل كذا أو لا تفعلوا كذا لكي لا يحدث كذا، أوامر أكررها يومياً و كأني أؤذن في مالطا!! فألهمني الله أن أحكي لهم عن الشيء الذي أريد منهم فعله وذكر عاقبته التي يحبونها، تماماً كما يخاطبنا الله في القرآن. فانتبهت ساعتها أن أغلب خطاب القرآن خبري يوحي بأمر أو نهي كقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) فهذا ترغيب في اﻹيمان و تنفير من الكفر بأسلوب قرآني بديع من لطيف خبير يعلم من خلق و الخطاب الأنسب لهم..
وهذا ما وجدته في عبارتك:
” والتنوع في الخطاب بين الترغيب والترهيب..
وعرض نتائج السلوك الآن ولاحقاً..
تماماً كما يفعل القرآن معنا..”
وقد قال أحد السلف: “من أراد العلم فليثور القرآن فإن فيه علم اﻷولين و اﻵخرين”
وقيل ﻷحدهم: “لقد استنبطت كل شيء من القرآن فأين المروءة فيه؟ فقال: “خذ العفو و امر بالعرف و أعرض عن الجاهلين”
فهذا هو هدي السلف في التعامل مع القرآن وليس كما يظن البعض أنهم يجمدونه و يحظرون استنباط الدروس منه. بل هم يحفظونه من لي عنق آياته لخدمة أهواء البشر بما يخالف مقاصد الشريعة الكلية أو الكلام على الله بغير علم.
“إنا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن، وسهل علينا العمل به،
وإن مَنْ بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به”
أول مرة أسمع بهذا الحديث!!
لي قصة حدثت منذ سنين مع أخت حافظة لكتاب الله تعالى
كانت تتكلم عن كيد النساء و ما أفظعه! بل إن الله تعالى قال إن كيدهن عظيم!
فأجبتُها: يا عزيزتي أنا لا أحفظ سوى قصار السور و ليس عندي علمك، لكن الآية التي جاءت على لسان عزيز مصر في واقعة محددة يخاطب بها زوجته و أمثالها : “إن كيدكن عظيم ”
فلم تصدقني بادئ الأمر و أصرت على كيدكن
فأجبتها، و كنا حينها نتحدث على الهاتف : فلننه المكالمة الآن و افتحي المصحف و تأكدي بنفسك
ثم كلمتني فيما بعد و هي تقول ماشاء الله عليك
لي مع سورة يوسف ذكريات، و لم أحفظها إلا متأخراً. و في كل مرة أقرأها يرسل لي الله فهماً جديداً
قرأتُ في كتاب يوسف الأحلام للشيخ محمود المصري أن نساء الطبقة المخملية قد ينتشر و بشكل طبيعي لديهن ممارسة الرذيلة مع غلمانهم، و لأن الأزواج قد يمارسون خيانة زوجاتهن ؛ فلذا قد يكون الوضع فاسداً و منتشراً ، و قد أخطأ العزيز في عدم حله لمشكلة زوجته بشكل حاسم
لذا كان كلامه لها : كيدكن؛ أي أنتِ و أشباهك من مرتكبات الرذيلة و قد بان كذبك فإنك اتهمتِ زوراً و بهتاناً
*****
تتسابق دور الحفظ في حفظ القرآن و قد تكون أقل مدة ثلاثة أشهر و أطولها سنة!
و هل يُحفظ القرآن في سنة؟!
من نكون أمام عمر بن الخطاب لنتسابق لاهثين في سرعة الحفظ؟!
بل نعتقد أن هذا الصح و هكذا نسمى أهل القرآن!!
أنا أؤيد القراءة المتأنية و بدءاً بتفسير بسيط
بالمناسبة
هناك من الشبهات على تجميع القرآن ، هناك من كان يطالب بتجميع كل مواضيع و قصص القرآن في سورة واحدة ليكون أسهل ل “تجميع الموضوع” ، بدل كونه متناثراً هنا و هناك كما يرون
مقالك يكفي رداً عليهم
اللهم افتح علينا و اربط قلوبنا بالقرآن و اجعلنا نمشي على خطا النبي عليه السلام، فنكون خير مثال
صدقا مؤخرا ايقنت ان الامر مجرد كذبة ،، بحسن او سوء نية ….لكنها حرب قائمة لكي لا يفهم الناس ما بالكتاب الذي ارسله الله ليكون هدى ااناس !!!!
سأكتفي بهذه الكلمة
تقبل الله منك أستاذة
وضعت يدك على جرح من جروح الأمة الإسلامية حقيقة يوم أن صار القرآن يقرأ للقراءة فقط و أنا كنت للأسف الشديد من نفس الركب تقريبا إلى أن من الله علي بدورة جعلتني أعجز عن قراءة القرآن مثل ذي قبل.
مما رسخ في ذهني من هذه الدورة هذا المثل:
أن أحدنا استلم رسالة من صديق عزيز(و لله المثل الأعلى) فما هو فاعل بها ؟؟؟
أ يقرؤها مهتما بالكلمات أو بالفهم بمعنى آخر: أ يقرؤها و الأولوية في ذهنه للمباني أو المعاني؟
تخيل أنك تقرأ الرسالة كما تقرأ القرآن عندما تريد فقط ختمه (كما يحدث في المسابقة للختم في رمضان) تخيل أن ابنك بجانبك و يسألك ماذا يقول لك عمي؟هل من الطبيعي أن تجيبه أن انتظر حتى أحفظ الرسالة و أقرأ كل حرف فيها كما يجب ثم سوف أبحث عن المعنى( إن بحثت)
هل من المنطقي أن يراك ابنك تهذ الرسالة هذا و لا تولي معانيها الاهتمام اللازم؟
هل من المعقول أن يراك ابنك “تجود” الرسالة بالتعبير المجازي و أنت لا تفهم ما فيها
لنتذكر أن المنهج النبوي في التعامل مع القرآن كان العمل أولا و أنه لا أمل لنا في الصلاح و الإصلاح إن زغنا عن هذا المنهج و كي يتيسر العمل لابد من الفهم و التدبر.
فما أنزل القرآن إلا ليتدبر و يعمل به
(( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته و ليذكر أولوا الألباب))
وفقنا الله جميعا
يا رب يا الله اجعل القران ربيع قلبي
ارحمني واغفرلي انك انت الرحيم ❤️
ماشاء الله أبدعتي اليوم أستاذة في المقال أكثر من رائع جزاك الله خيرا وفتح أبواب العلم أمامك
منذ سنيييين عدة وأنا أقرأ القران ولاكن مثل ما وصفت الأستاذة بالضبط أقرأه سريعا حتى أنهيه ثم أعود وأقراه سريعا حتى أنهيه فإذا عاتبتني نفسي أقف ربما على آية الفوز بالجنة فأدعو الله أو تستوقفني آية العذاب فأستعيذ بالله ، المرات التي خشع فيها قلبي تعد على أصابع اليد …
حتى هذا العام ولاول مرة في عمري عزمت على ألا أختم القران اكثر مرة في هذا رمضان على حساب التدبر ،اتخذت هذا القرار بعد ما نبهتي الأستاذة سوسن حمايدة في مشروع بسيط كنا نعمل على عرضه تحضيرا لرمضان فعرضتُ على الأستاذة من بين الأفكار التنافس مع صديقة في ختم القران وكان هذا جوابها سوسن حمايدة:
افضل غاليتي في النقطه الرابعه ان تكون التعاون على تدبر آيه من كتاب الله كل يوم واتحدث مع اختي في الله عما تركته هذه الايه من اثر في نفسي لان العبرة ليست بعدد الختمات فختمة واحده بتدبر أحب الى الله من عشرات الختمات بدون تدبر
بعد ذالك سمعت لأحد الدعاة محاضرة يقول فيها تختم مرة واحدة او سبعين مرة ليس هذا المهم بل المهم هو التدبر ….ثم تُوِج كل هذا بمسابقة ربيع قلبي التي نتدبر فيها كل يوم بآية كأننا نقرأها لاول مرة …
لأول مرة أستعين بتطبيق لشرح معاني وكلمات القران فوالله كأنني أقرأ القران لأول مرة بعض الآيت كنت أضن أنني أفهمها ولاكن كانت تعني معنى آخر …..لأول مرة أفهم لماذا ينصح العلماء بالقرآن لكل من أراد صلاح قلبه بل صلاح دينه ودنياه ..أفهم لماذا علينا ان نلجأ للقرآن عندما يضعف إيماننا …أفهم قوله تعالى انه أنزل القرآن هدى ورحمة …ربنا لا تحرمنا من لذة القران ولا تحرمنا من تدبره وفهمه وجعلنا ممن يحفظونه ويعملون بما جاء به
يالله
كم كنت اقراءة هذه الايه وكأنها تدل على تثبيت القرآن في صدر نبينا او هذا ما قراته في تفسير الايه لم اقراءها على انها تخاطبنا نحن الان ..يختلف تماماً ما فهمته على ما تعلمته اليوم ..يالله ما اروع كلامات الله انها لكل زمان
حزنت لأني كم تمنيت لو احفظ القرآن كله
ولكن سبحان الله مهما حفظت أنساه لكني عرفت لماذا ..لأني لم افهم الآيات صح لهذا لم يثبت في صدري …سبحان الله
عن جد
جزاكي الله خير استاذه خلود
ربي اجعل القرآن ربيع قلبي…….. ربما لا استطيع ات اكتب اي تعليق……… ربي اجعل في قلبي نورا وفي، صدري نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
القرآن هو اعظم كتاب على وجه البشرية أجمع ، وإن قرأناه كل يوم كان لنا حصنا من الشيطان بإذن الله .
منذ ان كنت طفلة صغيرة كانت أمي تأخذنا الى مراكز تحفيظ القرآن وكانت تعلمنا التجويد وتركز على ان تكون قراءتنا سليمة به …. رحمها الله امي الغالية كانت خير أم صالحة ….. وعلى هذا النهج قررت تربية اولادي فمنذ أن رزقني الله اول طفل لي بدأت اخطط كيف اعملهم واحفظهم كلام الله عز وجل ، وبفضل الله ها انا على هذه المسيرة التي لن اتوقف عنها ما دمت حية ان شاء الله تعالى ….. ولاحظت كثيرا تغيرهم في الدراسة منذ مراحل تأسيسهم فإن القرآن قد اثر كثيرا على قراءتهم للغة العربية وعلى جميع دراستهم للافضل بل وعلى اخلاقهم وتربيتهم فقد اعانني الله على ذلك كثيرا
صدقت المقولة ( علم ابنك القرآن والقرآن يعلمه كل شيء ) .
صدقت أختي
ادعو الله أن يعينك ويحفظ أولادك وأولادنا ويجعلهم من قرءاناً يمشي على الأرض
وجزى الله أستاذة خلود خير الجزاء على هذه الخواطر التى انتظرها كل صباح ومايشدني لها هو ربط الآية بواقع نعيشه فجزاها الله خير اً
جزاك الله خير استاذة خلود لتطرقك للحبيب الغالي “القرآن”استسمحكن في ان انقل لكن الابيات الاولى من نونية القحطاني والتي هي احب الابيات الي،تثير زوابع الحب لهذا الكتاب العظيم:
يا منزل الآيات والفرقان … بيني وبينك حرمة القرآن
اشرح به صدري لمعرفة الهدى … واعصم به قلبي من الشيطان
يسر به أمري وأقض مآربي … وأجر به جسدي من النيران
واحطط به وزري وأخلص نيتي … واشدد به أزري وأصلح شاني
واكشف به ضري وحقق توبتي … واربح به بيعي بلا خسراني
طهر به قلبي وصف سريرتي … أجمل به ذكري واعل مكاني
واقطع به طمعي وشرف همتي … كثر به ورعي واحي جناني
أسهر به ليلي وأظم جوارحي … أسبل بفيض دموعها أجفاني
أمزجه يا رب بلحمي مع دمي … واغسل به قلبي من الأضغاني
أنت الذي صورتني وخلقتني … وهديتني لشرائع الإيمان
أنت الذي علمتني ورحمتني … وجعلت صدري واعي القرآن
أنت الذي أطعمتني وسقيتني … من غير كسب يد ولا دكان
وجبرتني وسترتني ونصرتني … وغمرتني بالفضل والإحسان
أنت الذي آويتني وحبوتني … وهديتني من حيرة الخذلان
وزرعت لي بين القلوب مودة … والعطف منك برحمة وحنان
ونشرت لي في العالمين محاسنا … وسترت عن أبصارهم عصياني
وجعلت ذكري في البرية شائعا … حتى جعلت جميعهم إخواني
والله لو علموا قبيح سريرتي … لأبى السلام علي من يلقاني
ولأعرضوا عني وملوا صحبتي … ولبؤت بعد كرامة بهوان
لكن سترت معايبي ومثالبي … وحلمت عن سقطي وعن طغياني
فلك المحامد والمدائح كلها … بخواطري وجوارحي ولساني
ولقد مننت علي رب بأنعم … مالي بشكر أقلهن يدان
فوحق حكمتك التي آتيتني … حتى شددت بنورها برهاني
لئن اجتبتني من رضاك معونة … حتى تقوي أيدها إيماني
لأسبحنك بكرة وعشية … ولتخدمنك في الدجى أركاني
ولأذكرنك قائما أو قاعدا … ولأشكرنك سائر الأحيان
ولأكتمن عن البرية خلتي … ولاشكون إليك جهد زماني
ولأقصدنك في جميع حوائجي … من دون قصد فلانة وفلان
الأبيات روعة جزاك الله خيرا..
وجزاك خيرا أستاذة خلود
في كل اية من ايات كتابه هناك يكمن قبسا من الحكمة والنور والبصيرة..فرسائل رب العالمين بين ايدينا نقلبها في اخبار الاقوام الذين سبقونا وفي احوال البشر اليوم ..
فمن كان بالامسي معافا ..اليوم جاءنا خبر وفاته .
ومن كان يبكي من احواله هاهو يسعد بامواله..
ويا من ظلمت احد بكلمه اوفعل فدائرة السوء ستعود عليك اجلا او عاجلا ..
فكل آية ..وقصة..أو حادثة ..أو عبرة..هي فقط لأصحاب النهى والعقول المفكرة..
من يتذكر كل حين وثانيه ..
من يتعض عند كل قصة وحادثه..
من يوقن عند نومه ويقضته..
انها ثواني تفصلنا عن الحياة الاخرى..
فيها يفوز او يخسر …
هنا يمكن الدعاء بربي ثبتني على دينك ولا تزغ قلبي بعد اذا هديتني ..
في صغري كنت كثيرا ما اسمع:ان الحياة في ظلال القرآن نعمه..نعمه لا يعرفها الا من ذاقها.نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه..
رحم الله قائلها..ولذلك نطق الشهادة بدمه..